الاستثمار الاجتماعي أصبح من أبرز الاتجاهات في عالم المال والأعمال في السنوات الأخيرة حيث يدمج بين تحقيق العوائد المالية والمساهمة في تحسين المجتمع.

لذا في هذا المقال ومن خلال mbrq سنستعرض مفهوم الاستثمار الاجتماعي، أنواعه وأهميته في بناء مستقبل مستدام وكيف يمكن للمستثمرين المشاركة في هذا التحول الكبير نحو عالم استثماري أكثر وعيًا واهتمامًا بالمسؤولية الاجتماعية.

ما المقصود بالاستثمار الاجتماعي الاستثمار الاجتماعي

الاستثمار الاجتماعي أو المسؤول اجتماعيًا هو استثمار يهدف إلى تحقيق عوائد مالية مع مراعاة التأثيرات الإيجابية على المجتمع والبيئة. يركز على القيم الاجتماعية مثل حماية البيئة وحقوق الإنسان بخلاف الاستثمارات التقليدية التي تركز على الربح فقط. يُسمى أيضًا بالاستثمار الأخلاقي أو الصديق للبيئة.

على الرغم من انتشاره حديثًا يعود تاريخ الاستثمار الاجتماعي لقرون حيث رفضت بعض الطوائف التعامل مع صناعات ضارة مثل القمار والخمور. في القرن الماضي زادت الدعوات ضد صناعات الأسلحة والتمييز العنصري ومع تزايد قضايا تغير المناخ أصبح الاستثمار المسؤول أكثر أهمية.

اجعل تأثيرك الاجتماعي ملموسًا من خلال الاستثمار الاجتماعي مع MBRQ Group، حيث نوفر استراتيجيات متكاملة تدعم تحقيق الأرباح مع تعزيز المسؤولية الاجتماعية

الأسس الثلاثة لاستدامة الشركات

تعتمد استدامة الشركات على ثلاثة أسس رئيسية تشكل إطارًا متكاملًا لتوجيه ممارساتها، وهي: المعايير البيئية، الاجتماعية والحوكمة.

المعايير الاجتماعية

تتعلق هذه الركيزة بمسؤولية الشركات تجاه المجتمع من خلال تعزيز العدالة الاجتماعية، حماية حقوق الإنسان، دعم طبقات المجتمع الأقل حظًا وضمان بيئة عمل آمنة وصحية للموظفين. كما تركز على الشفافية في حماية بيانات المستهلكين وتعزيز الوعي والمشاركة المجتمعية في القضايا الخيرية والإنسانية.

المعايير البيئية

تشمل المعايير البيئية تقييم تأثير الشركات على كوكب الأرض من خلال استخدام الطاقة، مستويات التلوث، انبعاثات الغازات الضارة، استهلاك الموارد الطبيعية وطريقة التعامل مع المخلفات. كما تأخذ في الاعتبار دور الشركات في الحد من تغير المناخ، استخدام الطاقة المستدامة واحتواء المخاطر البيئية التي قد تهدد بيئة العمل والإنتاج.

معايير الحوكمة

تتمحور حول ممارسات القيادة والإدارة داخل الشركات مثل التنوع العرقي والجنسي في فرق الإدارة، الشفافية المالية وضمان نزاهة الممارسات المحاسبية. كما تشمل مكافحة الفساد، الرشوة والممارسات غير الأخلاقية التي قد تؤثر على سمعة الشركة وتؤدي إلى فقدان الثقة من قبل المستثمرين والجمهور.

استراتيجيات الاستثمار الاجتماعي

تعد استراتيجيات الاستثمار الاجتماعي أحد أبرز الطرق التي يعتمدها المستثمرون لتحقيق توازن بين تحقيق العوائد المالية والاستثمار في قضايا اجتماعية وبيئية هامة. تقدم هذه الاستراتيجيات مجموعة من الخيارات التي تمنح المستثمرين القدرة على اتخاذ قرارات استثمارية تتماشى مع قيمهم.

تقييم الشركات عبر معايير الاستدامة ESG

تعتمد استراتيجية تقييم الشركات عبر معايير ESG (البيئة، المجتمع، الحوكمة) على تقييم الشركات وفقًا لالتزامها بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. يركز المستثمرون على الشركات التي تحترم البيئة وتعزز حقوق الإنسان وتضمن الشفافية والإدارة الجيدة. هذه الاستراتيجية تعزز اختيار الشركات التي تعكس القيم الاجتماعية والبيئية للمستثمرين.

الاستبعاد الانتقائي

الاستبعاد الانتقائي هو استراتيجية يقوم من خلالها المستثمرون بتجنب الشركات التي لا تلتزم بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. يشمل هذا الاستبعاد الشركات التي تساهم في التلوث البيئي أو تنتهك حقوق الإنسان أو تقوم بممارسات غير أخلاقية. تتيح هذه الاستراتيجية للمستثمرين بناء محفظة خالية من الشركات التي لا تتماشى مع قيمهم.

البحث عن الشركات الرائدة

تتمثل هذه الاستراتيجية في البحث عن الشركات التي تحتل مكانة متقدمة في معايير المسؤولية الاجتماعية والبيئية. يسعى المستثمرون لاختيار الشركات التي تساهم في تحسين المجتمع وحماية البيئة من خلال استراتيجيات العمل المستدامة، مثل الشركات التي تعمل في مجال الطاقات المتجددة أو التي تقدم منتجات تسهم في التنمية المستدامة.

التأثير من الداخل

يستند الاستثمار المشارك إلى شراء حصة كبيرة من أسهم الشركات بهدف التأثير في قراراتها الاستراتيجية والإدارية. من خلال هذه الاستراتيجية يكتسب المستثمرون القدرة على التأثير المباشر في سياسات الشركات عبر التصويت في الاجتماعات العامة مما يتيح لهم دفع الشركات نحو التزام أكبر بالقيم الاجتماعية والبيئية.

الاستثمار مع التأثير المزدوج

الاستثمار المؤثر يجمع بين العوائد المالية وتحقيق الأثر الإيجابي على المجتمع أو البيئة. يركز المستثمرون في هذه الاستراتيجية على دعم الشركات التي تسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في العالم سواء عبر تحسين الظروف البيئية أو تعزيز العدالة الاجتماعية مع الحفاظ في الوقت نفسه على تحقيق عوائد مالية مستدامة.

أنواع الاستثمار الاجتماعي الرئيسيةالاستثمار الاجتماعي

الاستثمار الاجتماعي يتوزع على ثلاثة أنواع رئيسية وهي: الاستثمار القائم على معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)، الاستثمار المسؤول اجتماعيًا (SRI)، والاستثمار المؤثر.

الاستثمار المسؤول اجتماعيًا (SRI)

يقوم هذا النوع من الاستثمار على تحقيق الربح مع التأثير الإيجابي على المجتمع من خلال دعم الشركات التي تسهم في تحسين البيئة وحقوق الإنسان مع استبعاد الشركات المرتبطة بأنشطة ضارة مثل القمار أو التبغ.

الاستثمار المؤثر

يتجاوز هذا الاستثمار مجرد السعي لتحقيق العوائد المالية حيث يسعى إلى إحداث تغيير حقيقي في المجتمع والبيئة. يركز على دعم الشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة في مجالات مثل الطاقة المتجددة، التعليم والإسكان لتحفيز التنمية المستدامة.

الاستثمار القائم على معايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)

يركز هذا النموذج على تقييم الشركات بناءً على معايير بيئية واجتماعية وحوكمة مما يساعد على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة تدعم الاستدامة وتحقيق تأثيرات إيجابية على المدى البعيد.

كيفية إحداث تأثير إيجابي للمؤسسات من خلال الـ 5Ps

يمكن للمؤسسات في مختلف القطاعات تحقيق تأثير اجتماعي واقتصادي من خلال تبني خمسة أشكال رئيسية تُعرف بالـ 5Ps:

  • الموقع (Place): توجيه المشاريع نحو المناطق ذات الحاجة الماسة. على سبيل المثال تطوير مشاريع زراعية في الأراضي الصحراوية لتحسين الإنتاجية وتوفير فرص اقتصادية في تلك المناطق.
  • العملية (Process): تحسين طريقة تقديم الخدمات أو إنتاج المنتجات مثال على ذلك تبني تقنيات صناعية لتقليل انبعاثات الكربون في المصانع مما يساهم في خفض التأثير البيئي.
  • البيئة (Planet): التأثير المباشر للمشروع في الحفاظ على البيئة. مثال على ذلك ابتكار حلول لمساعدة المطاعم والفنادق في تقليل الفاقد من الطعام، مما يعزز الاستدامة البيئية.
  • المنتج (Product): تطوير منتجات أو خدمات تقدم حلولًا حقيقية للمجتمع مثل توفير أنشطة اجتماعية للأطفال عبر الإنترنت، التي تساعد في تخفيف تأثير الحجر الصحي وتعزيز النشاط البدني.
  • النظام (Paradigm): التأثير الذي يتم من خلال تطوير الأنظمة والقوانين التي تحدد توجهات العمل المجتمعي والاقتصادي، مثل سن قوانين تدعم الاستدامة وحماية البيئة.

من خلال تبني هذه الاستراتيجيات يمكن للمؤسسات أن تساهم بشكل فعال في خلق تأثير إيجابي في المجتمع والبيئة.

كيفية تقيّم الأداء في الاستثمار الاجتماعي

الاستثمار الاجتماعي يتطلب قياسًا دقيقًا لأدائه عبر مختلف الأبعاد المالية، الاجتماعية، والبيئية. هذه الأبعاد متكاملة وتشكل معًا رؤية شاملة لكفاءة تأثير الاستثمار على المجتمع والبيئة بالإضافة إلى العوائد المالية لتحقيق هذا، يتم استخدام مؤشرات متنوعة:

  • تحليل الأثر البيئي: يتم احتساب هذه المؤشرات باستخدام أساليب هندسية ومتقدمة لقياس التأثير البيئي مثلًا يتم قياس الانبعاثات الكربونية وتأثير المشاريع على البيئة بشكل دقيق لتحديد مدى استدامتها البيئية.
  • قياس الأداء المالي: يتم التركيز على مؤشرات مثل الهامش الربحي والعائد على الاستثمار التي تعد الأساس في التقييمات المالية التقليدية. تساعد هذه المؤشرات على متابعة نجاح المشاريع من الناحية الاقتصادية.
  • التقييم الاجتماعي: يتم استخدام مؤشرات مصممة خصيصًا لقياس الأثر الاجتماعي مثل مدى تحسين مستوى التعليم أو تعزيز مهارات المجتمع المحلي. تهدف هذه المؤشرات إلى تحديد التغيرات الإيجابية التي يمكن قياسها على مستوى الأفراد أو المجتمعات.

مقارنة بين الاستثمار الربحي والعمل الخيري

الاستثمار الاجتماعي يقع في منطقة وسيطة بين الاستثمار الربحي والعمل الخيري لتوضيح الفروقات يمكن مقارنتها بالأشكال الثلاثة الرئيسية التالية:

الاستثمار الربحي

  • الأثر الاجتماعي والبيئي: غير مطلوب حيث يركز بشكل أساسي على تحقيق العائد المالي دون مراعاة التأثير الاجتماعي أو البيئي.
  • العائد المالي: مطلوب كشرط أساسي للنجاح.
  • الاستدامة المالية: متوسطة، تعتمد على الربحية والنجاح الاقتصادي.

الاستثمار الاجتماعي

  • الأثر الاجتماعي والبيئي: مطلوب، حيث يسعى إلى تحقيق تغيرات إيجابية على مستوى المجتمع والبيئة بجانب العائد المالي.
  • العائد المالي: مطلوب كجزء من الهدف الاستثماري.
  • الاستدامة المالية: متوسطة، تجمع بين تحقيق الأهداف الاجتماعية والمالية.

العمل الخيري

  • الأثر الاجتماعي والبيئي: مطلوب، حيث يهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات المتضررة أو الضعيفة.
  • العائد المالي: غير مطلوب، حيث لا يُتوقع تحقيق ربح مالي مقابل الاستثمار.
  • الاستدامة المالية: ضعيفة، تعتمد بشكل أساسي على التمويل الخارجي والهبات.

شركتك الربحية يمكن أن تتبنى بعض المبادئ والممارسات الخاصة بالاستثمار الاجتماعي من خلال دمج الأهداف الاجتماعية والبيئية في استراتيجياتها واستثماراتها مما يجعلها قادرة على تحقيق توازن بين العائد المالي والتأثير الإيجابي على المجتمع.

النمو الملحوظ في شعبية صناديق المؤشرات للاستثمار المسؤول اجتماعيًا

أصبح الاستثمار المسؤول اجتماعيًا أكثر شيوعًا بفضل الوعي المتزايد بتأثير الاستثمارات على البيئة والمجتمع. تزايدت المخاوف بشأن الاحتباس الحراري والتهديدات البيئية مما دفع الجيل الأصغر من المستثمرين إلى الاهتمام بهذا النوع من الاستثمار.

وفقًا لتقرير Morgan Stanley لعام 2019، أبدى 85% من المستثمرين الأمريكيين اهتمامًا بالاستثمار المستدام، وتم تصنيف نحو تريليون دولار أمريكي من أصل 2.24 تريليون دولار في أستراليا على أنها استثمارات مسؤولة. في 2020 وصلت الأموال المستثمرة في صناديق المؤشرات المسؤول اجتماعيًا إلى 150 مليار دولار أمريكي مع توقعات للوصول إلى 53 تريليون دولار بحلول 2025.

ظهرت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي تركز على الشركات البيئية ما يتيح للمستثمرين تحقيق عوائد مالية مع التأثير الإيجابي على المجتمع والبيئة.

فرص الاستثمار المستدام

شهدت الاستثمارات الصديقة للبيئة زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة نتيجة للوعي المتزايد بالتأثيرات السلبية للأنشطة الاقتصادية على البيئة، الحكومات العالمية تدعم الاستثمار المؤثر من خلال تخصيص أموال ضخمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من آثار الاحتباس الحراري كما يشمل أي استثمار يحقق تأثيرًا إيجابيًا على البيئة مثل الشركات التي تركز على الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث.

الفرص المتاحة: يمكن للمستثمرين الاستفادة عبر:

  • شراء أسهم الشركات المتداولة في أسواق الأسهم التي تعمل في القطاع البيئي.
  • الاستثمار من خلال صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق المؤشرات المتداولة التي تتابع أداء الشركات الناشطة في الاقتصاد الأخضر.

 أشهر الأسهم وصناديق المؤشرات المتداولة التي يمكنك الاستثمار فيها

قطاع المياه

  • Zacks Global Water Index
  • First Trust ISE Water Index Fund (FIW)
  • Invesco Global Water Portfolio ETF (PHO)

قطاع طاقة الرياح

  • Vestas Wind Systems (VWDRY)
  • NextEra Energy Partners (NEP)
  • General Electric (GE)

قطاع الطاقة الشمسية

  • Enphase Energy (ENPH)
  • Vivint Solar (VSLR)
  • Sunrun (RUN)

الحد من التلوث

  • Fuel-Tech (FTEK)
  • Invesco Cleantech ETF (PZD)
  • VanEck Vectors Environmental Services

الحد من النفايات

  • Waste Management, Inc
  • Republic Services (RSG)
  • Covanta Holdings (CVA)

تأكد من إجراء البحث اللازم لتحديد الخيارات الأنسب لك.

نقاط تحول بارزة في مسيرة الاستثمار الاجتماعيالاستثمار الاجتماعي

مع دخول الألفية الجديدة شهد العالم نقلة نوعية في فهم الاستثمارات حيث تحول الاستثمار الاجتماعي إلى نهج محوري يجمع بين تحقيق الأرباح المالية وإحداث تأثير إيجابي ملموس على المجتمع والبيئة. هذا التحول أعاد صياغة دور رأس المال ليصبح وسيلة لتحقيق الأثر الهادف إلى جانب الربحية وفيما يلي أبرز تلك المحطات:

  • 2006: أطلقت مؤسسة Rockefeller مبادرة “الاستثمار الاجتماعي” مما أسهم في إرساء مفهوم جديد يربط بين رأس المال والقيمة المجتمعية كما وضعت الأمم المتحدة اللبنة الأولى لمبادئ الاستثمار المسؤول لتوجه المستثمرين نحو خيارات أكثر استدامة.
  • 2009: تأسيس الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي (GIIN) التي سرعان ما أصبحت المنصة الرائدة لتطوير هذا النهج عالميًا.
  • 2015: أقرّت الأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، لتتحول إلى خارطة طريق تلهم الاستثمارات ذات التأثير الإيجابي في جميع أنحاء العالم.
  • 2016: انطلاق مشروع إدارة الأثر (IMP)، الذي جمع الخبراء والممارسين لوضع أسس معيارية لقياس الأثر الاجتماعي والبيئي للاستثمارات.
  • 2018: أعلن صندوق معاشات الحكومة اليابانية (GPIF)، أحد أكبر الصناديق الاستثمارية عالميًا، التزامه بتطبيق معايير الاستدامة (ESGs)، مما عزز مكانة الاستثمار الاجتماعي على الساحة الدولية.
  • 2020: مع ظهور جائحة كوفيد-19، برزت استراتيجيات استثمارية مبتكرة أثبتت قدرتها على دعم المجتمعات وتعزيز استدامتها في أوقات الأزمات (GIIN, 2020).

هذه المحطات لم تكن مجرد نقاط زمنية، بل خطوات حاسمة أعادت تعريف كيفية توجيه رأس المال لخدمة قضايا كبرى، ليصبح الاستثمار الاجتماعي نهجًا لا غنى عنه لبناء عالم أكثر استدامة وشمولية.

الركائز الأساسية للاستثمار الاجتماعي

تتجسد ممارسة الاستثمار الاجتماعي في مجموعة من العناصر الجوهرية التي تُميز هذا النهج عن غيره من الاستراتيجيات الاستثمارية التقليدية، وهي:

  • النية الواضحة: يُعد الهدف الرئيسي للمستثمر الاجتماعي هو إحداث أثر اجتماعي أو بيئي إيجابي وليس مجرد تحقيق هذا الأثر كفائدة جانبية غير مقصودة.
  • تحقيق عائد مالي متوقع: يتميز الاستثمار الاجتماعي بقدرته على تحقيق عوائد مالية تتراوح بين تلك المتوافقة مع أسعار السوق والعوائد المعتدلة بناءً على مستوى المخاطر المرتبطة بالاستثمار.
  • تنوع الأصول: يتيح الاستثمار الاجتماعي مرونة في استخدام مجموعة واسعة من فئات الأصول مثل رأس المال الاستثماري، الأسهم الخاصة أو غيرها لتعظيم الأثر وتحقيق الأهداف الاستثمارية.
  • قياس الأثر وتوثيقه: ما يميز الاستثمار الاجتماعي عن غيره هو التزام المستثمرين بقياس الأثر الاجتماعي والبيئي الناتج عن استثماراتهم مع تقديم تقارير شفافة ودقيقة عن الأداء مما يعزز من مصداقية الاستثمار ويؤكد التزامه بالمساءلة.

هذه الركائز تجعل من الاستثمار الاجتماعي أداة فعالة لتحقيق التوازن بين العائد المالي والمسؤولية الاجتماعية، مما يعزز دوره كمحرك للتغيير الإيجابي المستدام.

الدول المتصدرة في مجال الاستثمار الاجتماعي

وفقًا لتقرير الشبكة العالمية لاستثمار الأثر لعام 2020، تتربع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا على عرش الاستثمار الاجتماعي عالميًا، حيث تستحوذان على نحو 50٪ من النشاط العالمي، بفضل استضافة مقرات كبرى المؤسسات الرائدة في هذا المجال.

أوروبا تأتي في المرتبة الثانية بنسبة 29٪، مما يعكس التزامها الواضح بدمج الاستدامة في خططها الاستثمارية.

أما في آسيا وأفريقيا بما في ذلك العالم العربي، فتظل نسب المشاركة محدودة، مع وجود بصمات متنامية تسعى إلى تعزيز حضورها في هذا القطاع الواعد، الذي يشكل أداة قوية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ابعاد الاستثمار الاجتماعي

لفهم الاستثمار الاجتماعي بعمق يجب تحليل أبعاده الثلاثة التي تتيح للمستثمر تحديد اتجاهاته الاستراتيجية وتوزيع موارده بفعالية. المنتدى الاقتصادي العالمي يوضح هذه الركائز كالتالي:

  • الأثر والتأثير: يتمثل في تقييم حجم التغيير الذي يُحدثه الاستثمار على المجتمعات والفئات المستهدفة مع التركيز على ما إذا كان هذا التأثير إيجابيًا يدعم التنمية أو سلبيًا يستوجب المعالجة.
  • الربحية والعوائد: يقيس مقدار العوائد المالية الناتجة عن الاستثمار مع دراسة مدى توافقها مع معدلات السوق أو إذا كانت تتفوق عليها أو تقل عنها.
  • إدارة المخاطر: يعنى بتحديد مستوى المخاطر المصاحبة للاستثمار ومدى تأثيرها على نجاح الأهداف مما يساعد في تطوير استراتيجيات للحد من تداعياتها السلبية.

من خلال تحديد أهداف واضحة للاستثمار الاجتماعي يمكن ضبط مستويات الأثر المطلوب وحساب العوائد المستهدفة مع مراعاة المخاطر لتحقيق توازن مستدام بين الأثر الإيجابي والربحية.

أبرز الجمعيات والمؤسسات والشركات الرائدة في الاستثمار الاجتماعي

  • الشبكة العالمية للاستثمار الاجتماعي: منصة دولية تجمع المستثمرين الاجتماعيين لتعزيز الأثر الإيجابي عالميًا.
  • الجمعية الملكية للابتكار والفنون: تدعم الابتكار في الاستثمار لتحقيق تقدم اجتماعي شامل.
  • جمعية رأس المال الشامل: تعمل على تعبئة رأس المال لدعم المشاريع ذات الأثر المجتمعي العميق.
  • معهد الاستدامة والقيادة: يقع في بريطانيا ويسهم في تقديم رؤى استراتيجية لتعزيز الاستدامة.
  • مؤسسة الأثر الاجتماعي: مؤسسة بحثية مرتبطة بجامعة إسكس البريطانية تركز على تحليل الأثر الاجتماعي وتطوير الحلول المستدامة.
  • مركز الاستثمار الاجتماعي: مقره سنغافورة ويعمل على تعزيز أفضل الممارسات في الاستثمار الاجتماعي.
  • صندوق رأس المال الحيوي : يُخصص أمواله لدعم المشاريع التي تجمع بين الأثر الاجتماعي والعائد المالي.
  • صندوق إعادة الاستثمار: يركز على تمويل المبادرات التي تعزز التنمية المجتمعية المستدامة.
  • صندوق أبو ظبي للاستثمار الاجتماعي: يقود الجهود الاستثمارية في المنطقة لدعم المشاريع ذات الأثر الإيجابي على المجتمعات.

امثلة على مشاريع استثمار اجتماعي مبتكرة تحقق الأثر المستدام

مشروع الزراعة المائية بالمملكة العربية السعودية

يُعد هذا المشروع أحد أبرز الأمثلة على الابتكار في قطاع الزراعة، حيث يستخدم تقنيات الزراعة المائية الموفرة للمياه لدعم الاكتفاء الذاتي الغذائي في المملكة. يساهم هذا المشروع في تعزيز الأمن الغذائي بشكل مستدام ويقلل من الضغط على الموارد المائية.

مشروع Paul Needham بكاليفورنيا

هذا المشروع يُعتبر نموذجًا رائدًا في تقديم حلول مبتكرة تجمع بين تحسين البيئة وتعزيز التنوع الاقتصادي. يركز على استخدام تقنيات الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة لخلق فرص عمل محلية ورفاهية اجتماعية، مما يعزز من مفهوم الاستثمار الاجتماعي.

 Mision Cafe بإنجلترا

مقهى فريد يدمج بين الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، حيث يعتمد في تقديم منتجاته على مصادر محلية ومستدامة بالإضافة إلى ذلك يساهم في خلق فرص عمل للفئات الأقل حظًا ويعمل على تقليل البصمة البيئية مما ينعكس إيجابًا على المجتمعات المحيطة.

MBRQ شركة مبتكرة ومتميزة في مجال الاستثمار

تركز على دمج العوائد المالية مع التأثير الاجتماعي والإيجابي من خلال تبني نهج استثماري مسؤول وتسعى MBRQ إلى تحقيق توازن بين الربح والتنمية المستدامة، حيث تسهم في دعم المشاريع التي تعزز من رفاهية المجتمع وتحسن البيئة. تعمل الشركة على توجيه استثماراتها نحو قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة والزراعة المستدامة مما يضمن تحقيق نتائج فعّالة وطويلة الأمد

الأسئلة الشائعة حول الاستثمار الاجتماعي

هل يمكن إعطاء أمثلة على الاستثمار الاجتماعي؟

نعم، هناك العديد من الأمثلة على الاستثمار الاجتماعي الذي يتبع معايير أخلاقية بيئية واجتماعية على سبيل المثال إذا كان المستثمر لا يرغب في دعم الصناعات التي تضر بالبيئة مثل شركات الوقود الأحفوري، يمكنه توجيه استثماراته نحو الشركات التي تركز على الطاقة المتجددة أو التي تساهم في الحلول البيئية المستدامة.

ما الذي يفسر تزايد الاهتمام بالاستثمار الاجتماعي؟

تشهد حركة الاستثمار الاجتماعي توسعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة مدفوعة بمزيج من العوامل الاستراتيجية التي تسعى لتحسين الأثر المجتمعي والبيئي وتدعيم السمعة المؤسسية:

  • القطاع الخاص: الشركات الربحية ترى في الاستثمار الاجتماعي فرصة ليس فقط لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع والبيئة، بل أيضًا لتحسين سمعتها في السوق وتعزيز علاقاتها مع العملاء.
  • المنظمات الخيرية: من جهة أخرى، تُعد المنظمات الخيرية أن الاستثمار الاجتماعي أداة حيوية في تعزيز الاستدامة المالية، وتحسين الممارسات الإدارية مما يساعدها على تجاوز التحديات المالية وضمان استمرارية مشاريعها.

كيف يتجه العالم نحو الاستثمار الاجتماعي؟

  • 66% من المنظمات الخيرية ترى أن الاستثمار الاجتماعي يعد تحولًا إيجابيًا في نماذج عملها كما أوضحت دراسة لمركز Centre for Charity Effectiveness في جامعة لندن عام 2017.
  • 77% من الشركات العالمية تضع الأثر الاجتماعي والمواطنة ضمن أولوياتها الاستراتيجية وفقًا لدراسة Deloitte التي شملت أكثر من 11,000 قائد تنفيذي حول العالم في 2018.
  • 62% من المنظمات في المملكة العربية السعودية تواجه تحديات في تمويل احتياجاتها، حيث تحصل على دعم من مؤسسات مانحة لا يغطي جميع احتياجاتها، كما يظهر استطلاع د. سامر أبورمان لعام 2015.
  • 20% من المنظمات في أمريكا وكندا شهدت انخفاضًا في تمويلها خلال النصف الأول من عام 2017، وفقًا لدراسة Nonprofit Research Collaborative.

كيف يختلف الاستثمار الأخلاقي عن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية؟

الاستثمار الأخلاقي يعتمد على المبادئ والقيم الشخصية للمستثمر، حيث يختار دعم الشركات التي تتوافق مع معتقداته الأخلاقية، مثل تجنب استثمارات في الصناعات الضارة بيئيًا أو اجتماعيًا. في المقابل الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) تركز على تقييم الشركات وفقًا لمعايير بيئية واجتماعية وحوكمة مما يتيح للمستثمرين قياس الأداء المستدام للشركات بغض النظر عن القيم الأخلاقية. وبذلك يختلف ESG عن الاستثمار الأخلاقي في أن الأول يركز على الأداء الفعلي في هذه المجالات بينما الثاني يعتمد على التوجهات الشخصية للمستثمر.

في الختام، يُعد الاستثمار الاجتماعي محركًا رئيسيًا نحو التغيير الإيجابي حيث يعزز من قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية من خلال الجمع بين الأهداف المالية والمجتمعية يصبح الاستثمار الاجتماعي أكثر من مجرد وسيلة لتحقيق الربح بل أداة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأثر الفعلي في حياة الناس.